ترجمة فيفيان حمزة
سيرة الفنان
يعتبر عطا صبري أحد الرواد الأوائل في الفن العراقي الحديث ومن الفنانين المكرمين مع كل من فائق حسن وحافظ الدروبي. تعكس مسيرة صبري، في نواح كثيرة، مسارات معاصريه من الفنانين، فقد درس الفنون في الخارج وتظهر أعماله مزيجاً بين التقنيات الفنية الغربية والمواضيع العراقية في جوهرها. اشتهر الفنان بتصويره البديع للريف العراقي وتعرض لوحاته، المنجزة بمهارة مرهفة، روعة المناظر الطبيعية وتقاليد سكانها.
أكمل صبري دراساته الأولى في دار المعلمين في بغداد سنة 1934، ثم باشر بعد ذلك التدريس في المدارس المحلية. ومثل فناني جيله الآخرين، حصل على منحة من الحكومة لمتابعة تحصيله الفني في أوروبا. سافر إلى روما للالتحاق بأكاديمية الفنون الجميلة (أكاديميا دي بيللي آرتي) سنة 1937، لكنه اضطر للعودة إلى العراق مع اندلاع الحرب العالمية الثانية. عمل صبري موظفاً في مديرية الآثار ببغداد بين عامي 1940 و1944. في العام 1946، حصل مرة أخرى على فرصة للدراسة في الخارج وأنهى بكالوريوس الفنون في جامعة لندن، كلية غولدسميث وفي كلية سليد للفنون الجميلة. بعد تخرجه في العام 1950، عيّن أستاذاً في معهد الفنون الجميلة في بغداد وبعض المؤسسات الأخرى. مارس عطا صبري التعليم حتى 1960 ثم أصبح مفتشاً في الفنون الجميلة.
بالإضافة إلى التزاماته المؤسساتية، كان صبري أيضاً عضواً نشطاً في عدد من الجماعات الفنية. شارك في تأسيس جمعية أصدقاء الفن وكان من أعضاء جمعية الفنانين التشكيليين النشطين وقد اعتبر زميل شرف في هذه الجمعية سنة 1972. كان عطا صبري أحد الفنانين الرواد الذين عرضت أعمالهم في جناح الفنانين العراقيين خلال المعرض الصناعي الزراعي لعام 1931 في بغداد. شكل هذا المعرض نقطة تحوّل في مسيرة الفنان وزملائه، حيث شاهد الجمهور الفن التشكيلي العراقي للمرة الأولى. شارك صبري كذلك في أول معرض فني عراقي في لندن سنة 1950، ودعي في عام 1973 من قبل الجامعة الألمانية، جامعة مارتن لوثر في هالي ـ فيتنبرغ، للمشاركة في مؤتمرهم للحرف. شارك بعد ذلك في عدة معارض في المتحف الوطني للفن الحديث في بغداد وخاصة بين عامي 1977 و1980، وفي 1979، أستضاف المتحف معرضاً استعادياً شاملاً لأعماله.
ظل أسلوب الرسام ثابتا إلى حد ما في مزجه السمات الواقعية مع الانطباعية، وكانت الزوايا الهادئة والمزهرة في بغداد وضواحيها مواضيع الرسم المفضلة لديه. رسم كذلك مناظر واسعة الآفاق يشاهد فيها غالباً التباين الواضح بين نتوء صخري وواد ممتد. نادراً ما ركزّت رسومه على الأفراد، فيما عدا لوحات الرسوم الشخصية، فقد كانت تتمحور بدلاً من ذلك حول مزايا البيئة العراقية وتنوّعت ضربات فرشاته لعكس الحركة في المشهد.
وعندما كانت لوحات صبري تركز على النشاطات البشرية، بُنيت المشاهد في أحيان كثيرة على شكل نوافذ تطل على تقاليد خارج الزمن. يقف المشاهد وحيدا وهو ينظر بإذعان إلى مجموعة من الأشخاص يتفاعلون فيما بينهم. سواء كان المشهد يصوّر مجموعة من النساء في جلسة استحمام أو فرقة من الموسيقيين يعزفون، تضفي اللوحة طابعاً من التقاليد المحلية من خلال الملابس المميّزة وطريقة عرض الحدث بصورته الشعائرية. تتسم أعمال صبري بشكل عام بالبساطة والسكون مما يميّز كذلك أعمال عدد من فناني جيله الذين كانوا يهدفون إلى إبراز جماليات وطنهم الطبيعية.
تعرض عدد من لوحات عطا صبري للنهب من المتحف الوطني للفن الحديث في بغداد، بما في ذلك اللوحة التي تصوّر مشهداً حياً من الموسيقيين والراقصين. كرس سلام عطا صبري، نجل الفنان ومدير المتحف، وهو فنان أيضا، نفسه للفت الأنظار حول مصير تلك الأعمال وهو يسعي جاهداً لإسترجاعها.
المعارض
| 1979 | معرض استعادي لأعماله، المتحف الوطني للفن الحديث، بغداد، العراق |
| 1977 - 1980 | مشارك هام في العديد من المعارض التي أقيمت في المتحف الوطني للفن الحديث، بغداد، العراق |
| 1957 | "معرض بغداد للرسم والنحت"، نادي المنصور، بغداد، العراق |
| 1950 | أول معرض عراقي في لندن، إنجلترا |
| 1943 | "مجموعة دائمة من اللوحات والرسوم المصنوعة في العراق"، مديرية الآثار العامة، بغداد، العراق |
| 1931 | المعرض الصناعي الزراعي، بغداد، العراق |
الجوائز ومبادرات التكريم
| 1973 | دعوة للاشتراك بمؤتمر الحرف في جامعة مارتن لوثر، هالي ـ فيتنبرغ، ألمانيا |
المفردات الدالة
دار المعلمين، أكاديميا دي بيللي آرتي، مديرية الآثار، كلية غولدسميث، كلية سليد للفنون الجميلة، جمعية أصدقاء الفن، جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، المعرض الصناعي الزراعي، المتحف الوطني للفن الحديث.
المراجع
وجدان علي، "Modern Islamic Art: Development and Continuity" (الفن الإسلامي الحديث: تطوّر واستمرارية)، غينسفيل: مطبوعات جامعة فلوريدا، 1997.
"عطا صبري"، موقع غاليري ميم Meemartgallery.com، التحديث الأخير في كانون الثاني/ يناير 2014. http://www.meemartgallery.com/art_exhibiting.php?id=69
زينب البحراني وندى الشبوط، "Modernism and Iraq" (الحداثة والعراق)، غاليري مريم وإيرا والاك، نيويورك: جامعة كولومبيا، 2009.
ميسلون فرج، إشراف، "Strokes of Genius: Contemporary Iraqi Art" (ضربات فرشاة عبقرية: الفن العراقي المعاصر)، لندن: دار الساقي، 2001.
شمس عيناتي، إشراف، "Iraq: Its History, People, and Politics" (العراق: تاريخه، شعبه، وسياساته)، نيويورك: هيومانيتي بوكس، 2003.
جبرا إبراهيم جبرا، "The Grass Roots of Iraqi Art" (قاعدة الفن العراقي الشعبية)، جيرسي: واسط المحدودة للجرافيك والنشر، 1983.
مي مظفر، "العراق" في: "Contemporary Art from the Islamic World" (الفن المعاصر من العالم الإسلامي)، إشراف وجدان علي، عمان: الجمعية الملكية للفنون الجميلة، إيسكس، إنكلترا: منشورات سكوربيون، 1989.
مراجع إضافية
داليا مرزبان، إشراف، "ردّ الشرق: نظرة معمقة على الحداثة في العالم العربي منذ عام 1950 وحتى عام 1970"، الإمارات العربية المتحدة: مؤسسة بارجيل للفنون، 2013.
"أرشيف العراق للفن الحديث" (مايا)، موقع Artiraq.org. التحديث الأخير في كانون الثاني/ يناير 2014. http://artiraq.org/maia/
شارلز بوكوك، "Modern Iraqi Art: A Collection" (الفن العراقي الحديث: مجموعة)، دبي: غاليري ميم، 2013.
بسام رومايا. "Iraq and the Question of Aesthetics" (العراق ومسألة الجماليات)، المؤتمر العالمي للجماليات (2007)، 1 ـ 15.
قاسم سعد، "Contemporary Iraqi Art: Origins and Development" (الفن العراقي المعاصر: الجذور والتطور)، سكوب: مواضيع البحث المعاصرة (آرت إند ديزاين، 2008) 3، 50 ـ 54.
ندى الشبوط، "سجّل: قرن من الفن الحديث"، الدوحة: متحف: المتحف العربي للفن الحديث، هيئة متاحف قطر، 2010.
